أولاً: تنوية اي شي بقولوا هنا بناء عن وجهة نظر شخصية، بمعني يحتمل الصواب والخطأ والنقاش.
ثانياً: و بغض النظر عن ان أنا ما عندي اي خلفية فنية او فكرة عن السينما والفن أنا زولة عادية جدا تفرجت على الفيلم وشفت فيه حاجات كتيرة بالنسبة لي ما كانت بس مجرد فيلم للاستمتاع والترفية. الفيلم دا اتكلم عن تاريخنا احنا كسودانيين وعن فننا وثقافتنا و البحصل في بيوتنا وبيناتنا وبين جيرانا ومع اهلنا وفي حياتنا اليومية، الفيلم لخص مشكلة السودان والسودانيين من يوم الاستقلال لحدي يومنا دا.
بالنسبة لي الفيلم ما حلو وبس الفيلم فخم. والأروع ان جاء في وقت اللي لازم نصحى فيه احنا كسودانيين.
الشخصيات:
كل شخصية في الفيلم بتمثل فئة في مجتمعنا السوداني.
أكرم: سمعت وشفت ناس كتير كرهتوا، بالنسبة لي أكرم شخص مثل شخصية واقعية جدا في السودان. انسان واضح في عنصريتوا واتجاهاتوا، وموقفوا واضح وكمان بستند بالدين لتبرير تصرفاتوا وفكروا الغريب.
منى: تمثل الفئة اللي بتمارس العنصرية بدون وعي، في نفس الوقت عندها تردد وصراع داخلي شديد.
جوليا: هي الفئة المظلومة والموهبة الضائعة، شفت فيها هدوء وحكمه وذكاء وحسن تصرف وتسامح لكن للأسف السودان دايما بضيع المواهب والثروات العندوا.
الطفل حبيبي دانيل: الفئة المظلومة والمقهور ومهضوم حقها فدائما ما يلجأ لسلطة أقوى عشان يسترد حقوا.
ماجير: مبدأه واضح، وهو بمثل ضحايا الحرب ومن يحمل كره داخلي عميق على المتسببين والمنددين للحرب والظلم، والشي دا واضح عن طريق مطالبوا اللي صارح بيها و نظرتوا للشماليين وكيف بشوف الشمالين بنظروا لي.
عمو بتاع الاستديو اعتقد اسموا ميرغني: عمو دا من أجمل الشخصيات في الفيلم، بمثل الفئة الطيبة الفي الشعب السوداني، بنشوف دا في طريقة تعاملوا اثناء جلسات التصوير لخت يدك هنا وابتسمي، عمو ما بفرق معاه دا جنوبي ولا شمالي ولا شرقي ولا غرابي، هو شخص بحب السودان كلو بحلو وبمرو وبحاول قدر ما يقدر يجمع ويصلح السودان.
نجي للفيلم، أنا اكتر شي عجبني في الفيلم التفاصيييييييل التفاصيل يا جماعة التفاصيل مبالغة، طبعا احنا كسودانين معروفين بالكلفته واللتيق . لكن الفيلم دا أبدع في أدق التفاصيل، ادا كل شي حقوا من خلال الكتير من صور جمالية، الفيلم فيه اسقاطات رمزية كتييييرة عشان كدا لازم تركزوا كويس عشان تقروا ما بين السطور، فعشان كدا لما تجوا تتفرجوا على الفيلم ركزوا ركزوووو شديد.
بعض من الحاجات الطلعت بيها:
بداية بتسرب الموية في السقف والكوز الكل مره أكرم بحاول يختوا عشان يمنع تسريب الموية من السقف، كما ان حاول اكتر من مره يجيب ناس عشان يصلحوا السقف لكن المشكلة تاني بترجع. يا أكرم لازم تعرف ان المشكلة مشكلة جذرية ما بتنحل بالشكل البسيط دا المشكله ليها جذور عميقة جدا وأساس قوي بداية من هيكل المبنى المبني غلط، عشان كدا انتهي الفيلم وتسريب الموية ما انتهي، انت كل مره بتغير كوز بكوز تاني، شوف أصول المشكلة وين وحلها قبل البيت ما ينهدم فوق راسك.
الطفل دانيل وهو ببكي لما شاف موتر ابو عند جارو و هو سألوا إذا الموتر دا حقوا قام الجار ضربوا وقال لي امشي يا ولد، مشي دانيل واشتكى عند منى وسالتها عرفتوا كيف دا موتر ابوك، رد عليه من اللوحة لوحة الموتر "١٩٥٥" الرقم دا ما ذكركم بي شي؟؟؟؟ ايوا!!! دا يوم قمع أول تمرد حصل ودا كان نفسي الحصل مع دانيل لما قتلوا ابو لما كان بدافع عنو وشالوا موتورو.
الطيور الي أهداها أكرم لمنى، منى والطيور كلهم مسجونين ومقيدة حريتهم، ولما منى قررت وأطلقت سراح الطيور ،جاء أكرم شاكلها وقال ليها افتحي القفص يمكن الطيور ترجع تاني، ودا الحصل معاهم لما أكرم طلق منى طلقة ورجعت ليه تحت شروط اشترها عليها وهي للأسف وافقت ورجعت.
جرح يد منى الي انكسر وهي بتحاول تغسل الصحن وانهارت ووقعت دا انهيار السودان وفعلا دا البحصل حاليا، ووشىها اتلطخ بالدم، دا وشنا التلطخ بعارنا، عار دم شهدانا الماتوا و مارجعنا حقهم، والشي المضحك المبكي ان أكرم ما انتبه للجرح إلا في آخر اليوم بعد ما منى عالجة ولفة يدها.
السودان هو لوح الشطرنج الي صنعها أكرم من الخشب الكل قاعد يلعب فيها من مطامع خارجية وداخلية وبحركوا في قطعوا الي كان لدانيال الطفل المسكين نصيب في صنع بعض جنود المعركة.
منزل منى وأكرم واللوحة المشئومة "لوحة الطفل" ودا كان صراع جوهري في علاقة منى مع أكرم.
اختيار الأغنية ما كان عبثي أبداً وكل أغنية جات في وقتها وبمعناها.
داك الصباح اهو لاح ياحبيب، جاك يحكي ليك جاك يشكي ليك من شوقو ليك صاح يا حبيب.
جاري وانا جارو للراحل الكبير رحمة الله عليه سيد خليفة، للأسف كنا أهل يا الجنوب والليله اصبحنا جيران.
منى وهي بتغني لو لا الملامه بتوصف شعورها وبتنفس عن المكتوم جواها عن طريق الغناء.
يا غريب عن ديارك مصيرك تعود للأسف السوداني غريب في السودان وبرا السودان.
أغنية التراث الدلوكة غلطان أنا: منى بتعاتب في نفسها حتى وهي فرحانه وبترقص.
تطور الشخصيات كان بشكل جميل جدا الشي دا كان واضح حتى في نفسيه وملامح الممثلين حتى في الأزياء والمكياج والاكسسورات وأثاث البيت والاكل وعدة الاكل، حتى تساريح شعر منى وجوليا كانت مناسبة لشخصيتهم في كل مرحلة.
الحوارات واقعية جداً وكانت موزونة جداً مافي اي مبالغة او حده ولا تقصير، كمان قدرت تعكس التكوين النفسي لكل شخصية والمحيط الي جاي منو واثره عليهم في الوقت الحالي بالتوازي مع سير الاحداث، مع ان مافي اي ذكر صراحةً عن خلفية والبيئة الجاي منها كل شخصية بس من خلال الحوارات بين الشخصيات حتعرف كل زول خلفيتوا شنو.
أخيرآ أنا فخورة جداً بالفيلم دا شكر كبير للمخرج والمولف محمد كردفاني والمنتج أمجد أبوالعلا وشكر لجميع الممثلين الرائعين إيمان يوسف في دور منى وسيران رياك في دور جوليا وجير دواني في دور ماجير ونزار جمعة في دور أكرم وشكرا لطاقم العمل ومن هم خلف الكواليس وكل من ساهم في تحقيق هذه النجاح الباهر، النجاح دا ما نجاحكم أنتوا بس دا نجاح للسودان اللي حيخلد في التاريخ.
Kommentit