من قتل والدي
لـ إدوار لوي
عدد الصفحات: ٦٧
التقييم: ٥/٥
المراجعة:
عبر صفحات قليلة نرى الغضب الشديد والألم في قلم الكاتب، يسرد حالة عائلته ومعاناتهم مع النظام الفرنسي، بعد أن أصبح أب العائلة طريح الفراش يعاني من الألم المزمنة أثر حادث في العمل تسبب بإعاقة دائمة، يصف الظلم وما ترتب عليه من إيقاف العلاج الذي تسببت في كارثة "وفاة الأب". فيصور لنا ما توجه الطبقة العاملة في فرنسا في طلب أبسط الحقوق كطلب العلاج ما يتمثل في نظام الرعاية الصحي وأساسيات الحياة ومطالبتهم بالنظر في حقوقهم العامة.
كما يبرر حالة أباه من غضب شديد وعصبية وطريقة معاملته، بانه ليس بالفرد السيء بل هو ضحية لنظامي مجتمعي طبقي سياسي قاسي جداً، ساهم بشكل غير مباشر في تشكيل شخصيته وما وصل اليه من حال.
اذاً من الملام في هذه القصة؟.
يوبخ الكاتب النظام الفرنسي الجائر والمدعي للديموقراطية وما يتجلى من فساد في أنظمته، خاصة حين وجه أصابع الاتهام بذكره بعض أسماء الساسة والمنظمات الحكومية في فرنسا ومسؤولياتها المباشرة والغير مباشرة في وفاة والده عن طريق قرارات أعتبرها خاطئة لا تخدم الا مصالح النظام نفسه وأصحاب السلطة والمال في المجتمع.
اذاً هل يحق للكاتب أن يطالب بحق والده؟ حتى أن كان الشخص مسؤول بشكل أو غير مباشر؟. هذا ما يندرج تحت ما يسمي بالمسؤولية العامة والخاصة في الضر.
في عام ٢٠٠٧ ذكر الرئيس نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية ضد الطبقة العاملة لأولئك الذين على حسب ما يسميهم سارقوا الأموال من المجتمع الفرنسي لانهم لا يعملون.
ايضاً في عام ٢٠١٧ يدين الرئيس إيمانويل ماكرون كسل فئه من الناس "الطبقة العاملة" في عرقلت سير الإصلاحات في عهدة.
اذاً هل شُكل النظام ليخدم فئه معينه من المجتمع؟.
السياسة بشكل عام مسألة جمالية، فهي طريقة لتقديم العالم بشكل رائع وجميل حيث يٌسلط الضوء على شعارات جمالية ووعود وهمية يتحملها الشعب، ما ينتج عن الأنظمة الفاسدة أغنياء يزدادون ثراء وفقراء يغرقون في بحر الفقر دون مد أي يداً للعون.
اذاً كيف نطالب العون؟ هل يطلب من نظام غارق في بؤرة من الفساد؟
يكون العون أو بالصح "استرداد الحقوق" بسن قوانين عادلة تناسب جميع المجتمع من صغيره لكبيره، امرأة أو رجل صاحب أموال أو ميسور الحال، مقيم في أرضه أو مغترب، العدلة ليست بالمساواة فحسب، بل ايضاً بإرجاع لكل ذي حق حقة، فمن ظُلم اعنه على من ظالمه ومن فقد الأمل رد اليه رجاؤه.
ومن هنا تظهر أهمية اشراك عامة الشعب في سن القوانين، فما تسنه الحكومات من تشريعات وقوانين لها تأثير حقيقي وخطيرة على المجتمع، وبالتالي كل قانون جديد يسن يشكل للمجتمع مسالة حياة أو موت.
وأخيراً، السؤال الأساسي للمؤلف يكمن في من القاتل؟ ومن المسؤول؟
الكل مسؤول في فرنسا بمقل والدي، الكل مسؤول...
Comments