أؤمن تمامًا أن لكل منا قصته الخاصة، ولأن تجاربنا غالية فما أجمل من أن تخلد في سطور تتناقلها الأجيال القادمة، وتروي قصصها على مر الزمان، وتصبح إلهام للبعض، هذا ما فعلته المؤلفة حين سردت قصتها وما مرت به في الغربة في كتاب سمته "شرقية في بيت غربي".
أما من ناحيتي، فا قصتي مع هذا الكتاب بدأت في يوم ٣ من مارس ٢٠٢٣ عندما كنت أتجول في معرض الكتاب المقام في الظهران، أهوم منشغلة بين الكتب، فاذا بي ألمح المؤلفة وبين يديها الكتاب، لم يكن الكتاب ما لفت انتباهي لكن الطريقة التي تكلمت عنه، وأن إحداثه حقيقة عن تجربة شخصية مرت بها، لمحت في عينيها صدق المشاعر والأحاسيس، فأيقنت أن لهذا الكتاب قصة تستحق القراءة.
الكتاب صغير جداً يتألف في ٩٠ صفحة، سردت فيها المؤلفة رحلتها في الغربة وما توالت عليها من أحداث مؤلمة. طالما كان الخيار دائماً صعب مابين الرجوع أو البقاء، الاستسلام أو المضي قدماً، فألم الغربة موجع، موجع جداً، فإذا بتلك التحديات والمصائب تتراكم وتنصب عليها من كل حدب وصوب. فلم يكن أمامها سوى الصبر وطلب الأجر عند الله.
من جانب الشخصي، لامسني الكتاب وأعتقد إنه قد يلامس كل من تغرب عن الوطن، "فما أصعب المصيبة في الغربة". الكتاب جميل وسلس، إجادة المؤلفة إيصال مشاعرها بأسلوب صادق، ولغة بسيطة، وطريقة مختصرة. أنصح به المبتدئين في القراءة، أو من يمر بفترة ركود القراءة، أو من مشاعر الإحباط واليأس.
ما شاء الله